الضَمُّ سيخرِّبُ السلامَ والعدالةَ

بيانٌ مسكوني حول ضمّ الأراضي الفلسطينيّة المحتلَّة

لرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ – المزمور 103: 6
كونُنا مؤسَّسة ذات قاعدة إيمانيّة تُمثِّل مؤمنين من كلِّ أنحاء العالم*، فإننا نُعرِب عن قلقِنا بخصوص عزمِ حكومة إسرائيل ضمَّ أراضي فلسطينيّة محتلَّة في الضفة الغربيّة.
إنّ ضمَّ هذه الأراضي هو تقويضٌ فاضح للقانون الدُولي، ويخالف عدداً من الاتفاقات الدوليّة التي صدرت بقرارات من الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة ومجلس الأمن، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدُوليّة 2004، ومؤتمر جنيڤ الرابع 1949.
إننا ندعو المجتمعَ الدُولي بإلحاح ليتّخذ إجراءات فوريّة للتصدّي المباشر لهذه الخطوة أحاديّة الجانب. هذا التهديد الجديد بالضمّ يثبِّتُ ويفاقم وضعيّة الاحتلال المستمر لفترة طويلة مع انتهاك حقوقِ الشعب الفلسطيني ومستقبلِه.
إننا نُعْلِي صرخةَ كلِّ الناس ذوي النوايا الحسنة، وكلَّ الفلسطينيين والإسرائيليين الذين عانوا جرّاءَ هذا الصراع، خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يعاني يوميّاً تحت حكم الاحتلال وتحت وطأة الحصار الذي لا يُحتمَل في غزّة. نحن ندرك أنّ هذه الأزمة الحاليّة ذاتُ جذور تاريخيّة معقَّدَة، لكنّها أيضاً حصيلةُ أعمالٍ أحاديّة الجانب، واختلالٍ في ميزان القوى، واللجوءِ إلى استخدام القوّة والعنف بدل الحوار والتفاوض. لا يمكن أبداً فرضُ السلام بالقوّة، أو تحقيقُه بوسائل عُنفيَّة.
إنّ عزمَ حكومة إسرائيل ضمَّ أراضٍ فلسطينيّة سيُشكّل عقبةً حقيقيّةً أمام تحقيق العدالة والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ سيقوِّض أكثرَ حقوقَ الفلسطينيين، ويقيّدُ حرّيتَهم، وتأمينَ وصولهم إلى أراضيهم ولقمةَ عيشهم، ويحرمُهم الخدمات والبُنى التحتيّة الأساسيّة؛ كما سيزيد من التهجير القسري، وقد يمنع المنظمات الإنسانيّة من الوصول لتأمين الخدمات الأساسيّة وضروريات البقاء.
نُعلن تضامنَنا ودعمنا، لإدراكنا أنّ ربَّ الحياة يدعونا لنُقيم العدلَ لجميع المظلومين؛ كما نتعهّد، نحن وكنائسُنا الأعضاء، بالصلاة المستمرّة والمناصرة الفاعلة لهذه القضيّة. إننا ندعو إلى رجاءٍ ثبيت يقود إلى الفعل، لا إلى السلبيّة، ونُصِرُّ على الاستمرار في العمل من أجل سلامٍ حقيقيٍّ دائم في الأراضي المقدّسة.
لذلك ندعو:
• الكنائسَ حول العالم والمؤسسات التابعة لها أن تواصلَ تظهيرَ تضامنِها ودعمِها للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلَّة وحمايتِها؛
• الكنائسَ حول العالم والمؤسسات التابعة لها أن تواصلَ دعمَ المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين للتوصُّل إلى حلٍّ قائم على القانون الدُولي وقرارات مجلس الأمن، وأن تدعم كلَّ العاملين من أجل السلام والمصالحة، بمن فيهم المسيحيّون واليهود والمسلمين وأصحاب المعتقدات الأخرى؛
• المجتمعَ الدُولي ليعملَ من أجل إنهاء احتلال مناطق 1967 وحصار غزّة، ويقاوموا كلَّ خطط الضمّ، واعتبار حكومة إسرائيل مُطالَبة بالتزاماتها الدوليّة كقوّة احتلال.
*صدر هذا البيان بالتضامن بين اتّحاد الكنائس تعمل معاً، والاتحاد اللوثري العالمي، والشِركة العالميّة للكنائس الـمُصلَحة، ومجلس الكنائس العالمي.

Comments are closed.