يتطلَّع الموَقِّعون الخمسة على الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير إلى مستقبلٍ مُشتَرَكٍ

تشَوَّف الموَقِّعون الخمسة على الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير مستقبَلاً “يحقِّق شركةً أعمقَ نحو وحدة الكنيسة الكاملة المنظورة، وإظهارِ النموِّ في الشركة التي طالما اختبرناها”.
“في عالمٍ محطَّمٍ، عُنفيٍّ، ومخيف، من الـمُلِحِّ جدّاً أن تشهدَ الكنيسةُ لِإِمكانيّة الوحدة والمصالحة، وإبداءِ الشجاعة للوقوف معاً في مساعي الدعوة والعدالة والرحمة”، هذا ما صرّحت به آنا كِيْس-وِينْتِر، العضو في وفد الشركة العالميّة للكنائس المصلحة إلى لقاء استشاري ضمَّ كنائسَ الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير، والذي عُقِد من 26 إلى 28 آذار/مارس 2019 في حَرَم جامعة نوتردام، في ولاية إنديانا –
الولايات المتّحدة الأميركيّة.
منذ أن وقّع قادةُ الكنيسة الكاثوليكيّة والاتحاد اللوثري العالمي على الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير، جرى توسيعُ دائرة الموقِّعين لتضمَّ المجلس الميثودستي العالمي، والشركة الأنكليكانيّة، والشركة العالميّة للكنائس المصلحة، إذ يتّفقون كلُّهم على جوهر رسالة الخلاص في المسيح وبه.

قالت بيكي كابونْدِ، عضو وفد الشركة العالميّة للكنائس المصلحة: “شكّل الاجتماعُ مَعْلَماً بارزاً من حيث أنّ الشراكات الخمس اتّفقت على العمل معاً، خصوصاً في الأنشطة التي تجمعهم وتعزِّز الوحدةَ في وسط عالَمٍ مُجَزَّأٍ مُحطَّم، يعِجُّ بالمظالم واحتقارِ خليقة الله”.
شدَّد المشاركون، في بيانٍ ختامي، على الطريقة التي أفضت بها مسيرة الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير إلى التغلُّب على الخلافات التي سادت لقرونٍ كثيرة. كما أشاروا إلى أنّ هذه المسيرة مكّنتهم من استخدام أسلوب التمايُزِ في الاجماع، الذي يسمحُ بوجود اتفاقٍ جوهري مع الاحتفاظ بالتعابير الإقراريّة المتنوّعة، للتعاطي مع عراقيل الماضي والحاضر والمستقبل المتعلّقة بالمسائل العقائديّة والسلوكيّة.
قال كريس فيرغاسون، الأمين العام للشركة العالميّة للكنائس المصلحة: “نحن متَّحِدون في الشهادة المشترَكة لِإِله الحياة، كيما نحتوي الاختلافات والتباينات من دون أن نسمحَ لها بأن تفرِّقَنا”. وأضاف: “إنّ هذا ممكنٌ بسبب التأكيد المشترَك بأنّ الله وحدَه هو الذي يُتمِّمُ عطيّةَ الخلاص والعدالةَ الكامنةَ فيه”.

اتّفق المشارِكون على تشكيل لجنة متابعة للحِفاظ على قوّة الدفع الذي ولّده اجتماعُنا، وذلك من خلال تعزيز ومراقبة مسيرة تطوير العلاقات بين مؤيِّدي الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير.
بالإضافة إلى ذلك، عندنا خططٌ “لتطوير مجال الآليات التعليميّة ومصادرِها بأشكالٍ متنوّعة، مكتوبة ومرئيّة، بما فيه صفحة ويب عامّة وملتزِمة لاستخدامها في كلّ نواحي حياة الكنيسة والتعليم اللاهوتي”.
“إننا – بطريقةٍ معيّنة – كنيسةٌ كونيّة تحمل شهادة واحدة لقوّةِ نعمةِ الله الـمُعْتِقة في عالمٍ وقع بين أيدي لصوص”، قال فيرغاسون، وأضاف: “يلمسُ عملُ الله الخلاصي كلَّ الخليقة وكلَّ الشعوبِ بحيث تغدو العدالةُ والوحدةُ غير منفصلتين”.
قالت كِيْس-وِينْتِر: “لقد شكّل الإعلان الموحَّد لعقيدة التبرير أساساً لتوجُّهٍ جديد واحدِنا باتّجاهِ الآخَر، بحيث لم نعُد نبدأ من موقع الانقسام، بل من موقع الوحدة. لم نعد نفتّش واحدُنا عمّا ينقص في الآخَر، بل بالأحرى نفتّش عن المواهب التي يأتي بها كلٌّ منّا”.
(الشكر للاتحاد اللوثري العالمي لمساهمتهم في هذه المقالة. الصور لِستيف تُويْب)

Comments are closed.